مدرسة الأمام محمد الباقر (عليه السلام) في الحقل المعرفي

[الدمعة المحرومة]

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد


مدرسة الأمام (عليه السلام) في الحقل المعرفي :


« لم يَظهرْ عن أحد من ولد الحسن والحسين (ع) من علم الدِّين وآثار السنّة ، وعلم القرآن والسيرة ، وفنون الآداب ما ظهر عن أبي جعفر الباقر (ع) » (45) .
« وقد روى أبو جعـفر (ع) أخبارَ المُبتدَإ وأخبار الانبياء وكتب عن المغازي ، وآثروا عنه السنن ، واعتمدوا عليه في مناسك الحج الّتي رواها عن رسول الله (ص)، وكتبوا عنه تفسير القرآن ، وروت عنه الخاصّة والعامّة الاخبار ، وناظر مَن كان يَرِدُ عليه من أهل الآراء ، وحفظ عنه الناس كثيراً من علم الكلام » (46) .
وإلى مكانته العلمية السامية الّتي تبوّأها (ع) يُشيرُ قول تلميذه محمّد بن مسلم :
« ما شجر في رأيي شيء قط إلاّ سألت عنه أبا جعفر (ع) ، حتّى سألته عن ثلاثين ألفَ حديث » (47) .
كما يشير قول صاحبه جابر بن يزيد الجعفيّ (ره) :
«حدّثني أبو جعفر سبعين ألفَ حديث»(48) .
ذلك ، وإنّ قضيّة المستوى الفكري الّذي يحظى به الأمام الباقر (ع) تتجلّى بعمق لكل مُنصِف من خلال تصريح عبد الله بن عطاء المكّي بهذا الشأن :
« ما رأيتُ العلماءَ عند أحد أصغرَ علماً منهم عند أبي جعفر ، لقد رأيتُ الحَكَمَ ابن عُيَيْنَةَ عنده كأنّه مغلوب » (49) .
والمتتبِّع لتراثه (ع) في كتب التاريخ والسنن والآثار يدرك أنّ فكر الأمام الباقر (ع) بحكم كونه نسخة صادقة لرسـالة الله عزّ وجلّ ، قد كان شاملاً في مضـامينه وحقوله لكلِّ أبواب المعرفة ، فلسفة وفقهاً وأخباراً ونحو ذلك (50) .
وكما تعدّدت المضامين والحقول المعرفيّة لدى الأمام الباقر (ع) ، تعدّدت أساليب عرضه للفكر الاسلامي ؛ فمرّة يطرقه في حلقة علمية كما في التدريس لتلامذته وروّاد فكره ؛ واُخرى من خلال المناظرات ؛ وتارة في اللِّقاءات العامّة كمواسم الحج وسواها؛ واُخرى في المحاورات والاحاديث والوصايا والوعظ وسوى ذلك .
وإذا كنّا قد استعرضنا في حديثنا عن شخصية الأمام الباقر (ع) نماذج من مناظراته ومحاوراته لقادة الفكر في عصره ، كعمرو بن عبيد الزعيم المعتزلي ، وابن المنكدر الفقيه الزّاهد ذي النزعة الصوفية ، وأبي حنيفة زعيم أهل الرأي ، وقتادة بن دعامة فقيه البصرة ومفسّر القرآن الشهير ، وسواهم(51) . حيث تناول بعضها مسائل فلسفية واعتقادية ، وبعضها قضايا فقهية ، واُخرى في حقل التفسير للذكر الحكيم ، ونحو ذلك ، فانّنا سنطرح هنا قبسات من فكره (ع) في ميادين اُخرى ، إتماماً للفائدة وإجلاءً للحقيقة

[صفو المحبة]

موضوع مميز ورائع
لكِ كل معني الشكر

[الدمعة المحرومة]

[أصداء زينب]

شكراً لكٍ أختي على الموضوع

جزاكٍ الله خيراً